حصاد المياه باستخدام سدود الخزانات الرملية

تفاصيل الخبر

حصاد المياه باستخدام سدود الخزانات الرملية

2022-12-11

مركز تنمية حوض أعالي الفرات – جامعة الانبار

تعتبر الموارد المائية من أهم معايير بناء المجتمعات وتنميتها اذ ان التخطيط وإدارة الموارد المائية أصبح اليوم واحدا من اهم الموضوعات في حياة الانسان، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة مثل الصحراء الغربية العراقية، حيث إن هطول الأمطار عادة ما يكون محدود للغاية وموزع مكانيًا.

تشكل ظاهرة التبخر من أسطح الخزانات والبحيرات خسائر كبيرة في الموارد المائية، فعلى سبيل المثال فان خسائر التبخر من أسطح البحيرات في جنوب العراق والتي تبلغ مساحتها حوالي (9000 كم²) تزيد عن(27 x10⁹ م³.( اما في خزانات السدود الصغيرة حيث المساحة السطحية عادة ما تكون صغيرة ولا تتعدى بضع كيلومترات فان خسائر التبخر تصل الى حوالي 75? من إجمالي التخزين السنوي لهذه السدود التي تتميز كونها بأعماق صغيرة اذ يبلغ الفاقد السنوي لعمق التبخر لهذه السدود حوالي (2.25 -3) متر (Kamel, 1999)، وهذا العمق يخزن أعلى نسبة من حجم خزان تلك السدود. فعلى سبيل المثال، إذا كانت المساحة السطح لسد صغير كيلومترًا واحدًا، فإن خسارة التبخر السنوية لهذا السد تصل الى حوالي (3x 10⁶ م³.(Alabaid, 2008) (

ان زيادة الطلب على المياه يتطلب مزيدًا من تخزين المياه في أوقات الوفرة المائية كما في شهر تشرين الثاني من هذه السنة والتي تميزت بوفرة من الامطار لأستخدمها في وقت الحاجة. وان الطريقة التقليدية المتبعة في التخزين هي من خلال بناء السدود. ومع ذلك، فإن السدود ممكن ان تفقد كميات كبيرة جدا من خزينها بسبب التبخر وكما مر ذكره مسبقا. ومن الطرق البديلة للمحافظة على المياه من الفقدان بالتبخر، تخزينها تحت الأرض، (إعادة تغذية المياه الجوفية).

اذ ان الأنظار والجهود تتجه باتجاه التخزين تحت السطحي لتقليل فواقد التبخر من جهة وللحفاظ على جودة المياه من جهة أخرى. واحدة من الطرق المقترحة حديثًا للتخزين تحت السطح هي تخزين المياه بما يسمى بسدود الخزانات الرملية (Sand Storge Dams) ،والتي هي عبارة عن سدود خرسانية اعتراضية صغيرة تبنى في قاع الوادي بشكل عمودي على اتجاه الجريان (شكل 1)، يحدث الترسيب السريع عند مقدم السد الرملي، (والذي يعتبر مشكلة في سدود المياه السطحية. (حيث ان الرمال المتراكمة عند مقدمة هذه السدود تكون بأقطار حبيبات كبيرة، وبالتالي يتم تغذية المياه الجوفية الطبيعية (natural aquifer)، مما يؤدي إلى تكوين خزان للمياه الجوفية عند مقدم السد الرمل. وخلال موسم الجفاف، يتم استخراج المياه الجوفية المخزونة يدويًا عن طريق الحفر باستخدام المجرفة (آبار محفورة يدويًا في قاع النهر) كما كان يحدث قديما منذ آلاف السنين في المناطق الجافة وشبه الجافة كما ويمكن بحفر الآبار. خلال مواسم الأمطار القصيرة، يتم استخدام سيول الامطار والمياه السطحية بدلاً من المياه الجوفية للأغراض المختلفة. Hoogmoed 2007)).

ان تقنية سدود الخزانات الرملية هي تقنية قديمة جدًا اذ يقال إن البابليين هم اول من استخدموها منذ أكثر من 4000 عام. في منطقة كيتوي، تم بناء مثل تلك السدود خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي من قبل منظمات مختلفة. وقد تم تطبيق الطريقة في العديد من الأماكن حول العالم منذ فترات طويلة. على سبيل المثال، تم العثور على هياكل لخزن المياه الجوفية في جزيرة سردينيا في إيطاليا، حيث تم بناء السدود في العصر الروماني وفي تونس وشمال إفريقيا تم العثور ايضا على سدود من نفس العمر تقريبا. كما تم بناء سدود رملية في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية منذ القرن الثامن عشر. (Van Haveren 2004)

وأثبتت تلك السدود فعاليتها العالية في تخزين المياه من خلال تقليل الفاقدات فضلا عن المحافظة على نوعية المياه وعلية يمكن استخدام هذه التقنية في المنطقة الغربية من العراق.

المصادر:

1- Kamel, Ammar H., 1999 evaluation runoff volume in Iraqi western desert
by synthetic unit hydrograph, Baghdad

2- Alabaid, Abd-alwhhab Iktaier, 2008, "the correlation between desert
plugging and ground treasurers is economic necessity", University of Anbar,
center of desert studies

3- Hoogmoed, Merel. 2007 Analyses of impacts of a sand storage dam on
groundwater flow and storage - Groundwater flow modeling in Kitui District,
Kenya, Kitui District, Kenya Master thesis Hydrogeology code 450122, 27
ECTS.

4- Haveren, B.P. van, 2004, Dependable water supplies from valley alluvium
in arid regions, Environmental Monitoring and Assessment 99: 259 – 266 pp

#جامعة_الأنبار

#university_of_anbar

#مركز_تنمية_حوض_اعالي_الفرات

#Upper_Euphrates_Basin_Developing_Center