ندوة علمية بعنوان: توظيف الأساليب الإدارية والتقنيات الحديثة في إدارة واستدامة مشاريع الموارد المائية في الانبار              مركز تنمية حوض أعالي الفرات يفتتح أولى الدورات للعام الدراسي 2023 -2024              السكان والغذاء..... وشبح المجاعة القادم              جامعة الانبار ضمن الفريق المكلف بدراسة وتحديد مسار الحزام الاخضر في المحافظة              دور وتأثير التشريعات القانونية في تحقيق اهداف التنمية المستدامة

 تفاصيل الخبر

حضارة مدن وادي الفرات من القائم إلى الفلوجة أحد مرتكزات التنمية (لمحة تعريفية)

2022-12-24

حضارة مدن وادي الفرات من القائم إلى الفلوجة أحد مرتكزات التنمية (لمحة تعريفية)


للدكتور أحمد طه ياسين المعضادي

مركز تنمية حوض أعالي الفرات – جامعة الانبار

لا بد لنا وأن نشعر بالفخر والاعتزاز عندما نجد أنفسنا ونحن ننتمي إلى منطقة تعد من أعرق المناطق التي سطرت تأريخاً كبيراً للبشرية، واتحدث هنا عن "محافظة الانبار" أو ما تسمى بـ "الفرات الأعلى" أو "وادي الفرات"، بجميع مدنها وقراها، بتأريخها ورجالها، من الفلوجة التي سطرت الملاحم إلى القائم في أقصى غرب العراق والتي يغسلها نهر الفرات وهو يدق أبواب بلاد الرافدين.

لقد تحكمت خصائص نهري (دجلة والفرات) الطبيعية بتاريخ توزيع المستوطنات البشرية وتركيزها بالدرجة الأولى على نهر الفرات ولا سيما في مراحل الاستيطان الأولى في السهل الرسوبي ما بين الألفين الخامس والثالث ق.م، وأن من أبرز العوامل التي تؤكد ذلك أن نهر الفرات أقل عنفاً وتقلباً في فيضانه بالنسبة إلى نهر دجلة، كما أن كميات مياه الفيضانات (من شهر آذار إلى نهاية أيار) تكون في دجلة أكثر منها في الفرات، ومن المرجح أن تكون المنخفضات الطبيعية المحاذية لضفاف الفرات من المنطقة الشمالية الغربية من مدينة الرمادي مثل:(منخفض الحبانية وهور أبو دبس) أثر كبير في تقليل شدة فيضان نهر الفرات، إضافة إلى خاصية أخرى وهي ارتفاع وادي الفرات في السهل الرسوبي ابتداءً من مدينة الفلوجة وانحدارها التدريجي شرقاً صوب نهر دجلة.

يمر نهر الفرات عند دخوله الأراضي العراقية عند قرية "الحصيبة" (مركز مدينة القائم التي يذكرها أبو الفرج الاصفهاني باسم دير القائم الأقصى وقيل عنها القائم لان فيها مرقباً عالياً كان بين الفرس والروم)، حيث هناك بقايا أثرية واسعة على الضفة الغربية تسمى "تل الجابرية" أو (الشيح جابر لوجود ضريح بهذا الاسم)، كما يسمى المرتفع العالي "التامة"، ومن المحتمل أن هذه التلول بقايا المدينة القديمة الواردة في أخبار الملوك الآشوريين باسم "خندانو" أو "خندانا". وبعده يمر الفرات بعد أن يجتاز الرفضة والناحية (هي مواضع على الطريق بين بغداد والرقة) على مدينة "عنه" (وردت في الكتابات البابلية والآشورية "A-na-ti , A-na-at , An-at"  وفي العهد البابلي "Ha-na-at , Ha-na") على الضفة اليمنى، ومدينة "راوة" (هي بلدة حديثة العهد أسس فيها مدحت باشا سنة 1869 قلعة فخمة) على الضفة الشرقية، ويكون مجرى النهر من عنه إلى هيت تقريباً في حوض تكثر فيه الجنادل والصخور، كما تكثر فيه الجزر الصغيرة ومنها: (تلبيس وكورو وآلوس وجبة ونلووسة ...وغيرها)، لقد اشتهرت منطقة عنه في التاريخ بأنها كانت من المراكز المهمة للساميين الآموريين. ومن خلال مروره في هذه المناطق يصب في الفرات من الضفة الغربية وادي حوران جنوب بلدة الحديثة (الاسم الارامي لها وهو ترجمة للاسم الساساني للمدينة هو "نوكرد" أي المدينة الحديثة، وسماها اليونان "كي ني" وهي تعطي المعنى نفسه، والحديثة كثيرة الأشجار والنواعير، وكانت تعرف قديماً بـ "حديثة الفرات" أو "حديثة النورة" ولعل كلمة النورة محرفة من اسمها الفارسي "نو كرد") بحوالي 6 كم، بعد أن يأتي من بادية الشام ويمر بمنطقة الرطبة. بعدها يدخل الفرات مدينة هيت ("ايس" أو "ايتو" أو "دلدولو" القديمة اشتهرت منذ اقدم العصور في حضارة وادي الرافدين بأنها مصدر مهم للقير والزفت وقد ورد أسمها في المصادر المسمارية باسم "دل – دلي" وتعني الآبار، وفي اللغة الاكدية سميت باسم "أتو" وتعني القير  وفي المصادر الكلاسيكية باسم "اس" وفي تاريخ هيرودتس  "از" و "اد" و"ايوبوليس").

وبعدها يستمر النهر في جريانه حتى يدخل المنخفضات الطبيعية في مدينة الرمادي (وهي مدينة حديثة العهد) مثل الحبانية (3,2 مليار متر مكعب) وأبو دبس التي يرجح استعملت في العصور القديمة لخزن مياه الفيضانات، وقد تم حديثاً إنشاء خزانات كبيرة كان أهمها سدة شمالي الرمادي بنحو (20 كم) لحجز مياه الفيضانات وتحويلها بواسطة قناة أو جدول إلى بحيرة الحبانية التي تنخفض عن مستوى نهر الفرات بحوالي 11 متر، وقد استعمل قديماً منخفض "أبو دبس" لأخذ الماء الفائض من الحبانية بواسطة جدول "المجرة" إلى "أبو دبس"، وتتم إعادة المياه وقت شحتها بواسطة قناة تسمى "الذبان" بالقرب من الفلوجة (اسم "الفلوجة" معرب عن اسم قديم ورد في المصادر المسمارية بصيغة "بلو كتو" وورد أيضاً في المصادر الآرامية موضع باسم "بلوكثا"). وقد أبانت التحريات الجيولوجية أن نهر الفرات كان يتصل في عصور ما قبل التاريخ البعيدة بمنخفض الحبانية و أبو دبس وبحر النجف وأن هذه المنخفضات كانت متصلة بعضها ببعض مكونة وادياً طويلاً متصلاً من الشمال إلى الجنوب، ولكن حركات "تكتونية"  Testonic)) جزأت ذلك الوادي المتصل إلى أجزاء منفصلة هي المنخفضات التي تم ذكرها.

هذا الإرث الحضاري الكبير حيث نهر الفرات الدعامة الأساسية فيه يمكن ان يلعب دورا مهماً ومحورياً في تنمية المنطقة اقتصادياً من خلال الاستثمار السياحي والتعريف بهذا التاريخ الغني والحافل مما يستدعي أصحاب القرار والمؤسسات الاكاديمية ومنظمات المجتمع المدني لتسليط الضوء والاهتمام الإعلامي والخدمي لهذه المنطقة المهمة.

المصادر//

-        أحمد سوسة، حضارة العرب ومراحل تطورها عبر العصور.

-        طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة. 

-        طه باقر، المرشد الى مواطن الآثار والحضارة.

#جامعة_الأنبار

#university_of_anbar

#مركز_تنمية_حوض_اعالي_الفرات

#Upper_Euphrates_Basin_Developing_Center


 تعليقات الفيسبوك

 المزيد من الاخبار

 التغيرات المناخية وانعكاسها على النشاط الزراعي

 جودة التربة (Soil Quality)

 مواد الإلكترونيات الضوئية

 دور نظم المعلومات الجغرافية في مراقبة الاهوار في جنوب العراق (الاهوار العراقية ما بين الخسارة والضرر)

 الضروريات الخمس في الإسلام وأثرها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

 الزراعة الرقمية تقود مستقبل الإنتاج الغذائي في العالم

 تطبيقات تكنولوجيا النانو في مجال تنقية المياه

 التذبذب المناخي وأثره على الأمن الغذائي في محافظة الانبار

التصويت

ماهو رائيك بمستوى التصميم والخدمات التي يقدمها موقع جامعتنا؟

 ضعيف
 جيد
 جيد جدا

مجموع التصويتات 227

الاساتذة والاداريين


المركز
اللقب
الاسم


خريجي الكلية

المركز
الشهادة
السنة
النوع
الجنس
الاسم

طلبة الكلية

المركز
المرحلة
الشهادة
النوع
الجنس
الاسم