ندوة علمية بعنوان: توظيف الأساليب الإدارية والتقنيات الحديثة في إدارة واستدامة مشاريع الموارد المائية في الانبار              مركز تنمية حوض أعالي الفرات يفتتح أولى الدورات للعام الدراسي 2023 -2024              السكان والغذاء..... وشبح المجاعة القادم              جامعة الانبار ضمن الفريق المكلف بدراسة وتحديد مسار الحزام الاخضر في المحافظة              دور وتأثير التشريعات القانونية في تحقيق اهداف التنمية المستدامة

 تفاصيل الخبر

إدارة الموارد المائية و تقنينها في بعض أنظمة الري الحديثة

2023-05-24

إدارة الموارد المائية و تقنينها في بعض أنظمة الري الحديثة


الدكتور إيهاب محمد الشعباني

وزارة الزراعة – دائرة البحوث الزراعية

التمهيد:

       تُعد الموارد المائية أحد العوامل الرئيسة المحددة للإنتاج الزراعي وتطوره لاسيما في المناطق الجافة وشبه الجافة التي يقع العراق ضمنها، وتتسم بانخفاض معدلات الامطار وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع معدلات التبخر التي تفوق معدلات التساقط. إنَ الانخفاض الحاد في معدلات الواردات المائية السنوية لنهري دجلة والفرات وتذبذب مستواهما من موسم لآخر، أثر بشكل كبير في تدهور هذه الموارد. لذا كان استخدام المياه المتاحة هدفاً حقيقياً يجب التركيز عليه لاستغلال اكبر مساحة من الأراضي الجافة وشبه الجافة في تنمية الزراعة المستديمة. الوصف السالف ذكره للموقف المائي الحالي والمستقبلي يستدعي استشراف وسائل غير تقليدية لردم الفجوة بين ما هو متاح من المياه العذبة من ناحية والأمن الغذائي من ناحية أخرى.    

أولاً/ مفهوم إدارة المياه:

       عرفت إدارة المياه بانها المهارة في استخدام وتوظيف كل المصادر الطبيعية والكيميائية والحيوية والاجتماعية لمد المحاصيل باحتياجاتها المائية للحصول على الغذاء والأعلاف لتحقيق أهداف مقررة مسبقا دون الأضرار بالبيئة. وهي جملة عمليات التي يتم بها التحكم بالمياه واستخدامها بغية الحصول على الغذاء أو الحاصل والأعلاف بصورتها المثالية, وتعتمد كمية المياه اللازمة وموعد الري على الظروف المناخية السائدة ونوع المحصول ودرجة نموه.

يُعد الاهتمام بالموارد المائية أمراً حيوياً مهماً  لتغطية كافة الاحتياجات الانسانية من مياه الشرب والاحتياجات الصناعية وتأمين متطلبات الزراعة المروية، إذ تُعتبر المياه سلعة لها قيمة اقتصادية قابلة للتداول الدولي وللتصدير والاستيراد كأية سلعة من نظيراتها، وقد يؤدي المفهوم الاقتصادي للمياه إلى خلق أسواق عالمية وإقليمية متبادلة لهذه السلعة الاستراتيجية المهمة.

ثانياً/ المقنن المائي:

      يعرف بأنه كمية الأمتار المكعبة اللازمة لري محصول معين رية واحدة، والمقنن المائي النظري هو كمية المياه اللازمة لري مساحة ما لإنتاج أحسن محصول لأي نوع من الزراعة دون أن يفقد شيئا من هذه المياه, ويمكن تلخيص مصادر الفقد المياه كالآتي:

1.     (Soil Moisture Evaporation)التبخر من سطح التربة.

2.    التسرب إلى أعماق التربة خارج حدود منطقة الجذور.

3.    السيح الجانبي (run off).

ثالثاً/ الري بالتنقيط السطحي:

    يعد نظام الري بالتنقيط السطحي من اهم نظم الري الحديثة المعول عليها في ترشيد استخدام المياه ابتداءً بالسيطرة على تبخر المياه جراء النقل بسبب طبيعة هذا النظام ينقل المياه خلال شبكة من الانابيب المغلقة تنتهي بأجهزة تدعى المنقطات وصولاً الى تزويد النبات بالمياه بأسلوب كفيل بتوظيف مياه الري ضمن حدود المنطقة الجذرية بشكل آمن؛ لتعويض النقص في رطوبة التربة خلال فترة اجهاد مائي معينة والتحكم بمستوى ثابت لرطوبة التربة عند حدود المنطقة الجذرية لجميع النباتات على وفق تطور مراحل نموها، بالإضافة الى اختزال المساحة المروية بالمقارنة مع نظم الري الاخرى، ان نظام الري بالتنقيط يروي مساحات معينة من المساحة الكلية للحقل (مساحات تحت الظلَّة الخضرية للمحصول) وهذا يقلّل التبخر والجريان السطحي وغور الماء ويحقق أعلى كفـاءة أرواء.

فيما يأتي أهم المميزات التي يتصف بها نظام الري بالتنقيط السطحي:

المزايا:-

1-    التوفير بشكلٍ كبير في كميات المياه المستخدمة لري النباتات، فهذا النظام يتطلب كميات من المياه أقل مقارنةً بالطرق التقليدية الأخرى.

2-    التقليل من فقدان المياه نتيجة التبخر عن سطح التربة أو تسربها إلى الأعماق.

3-    التوفير في تكاليف التشغيل إلى الحدّ الأدنى، ويتمثل ذلك بعدم الحاجة إلى الكثير من الأيدي العاملة، وتقليل الطاقة المستهلكة لضخ مياه الري.

4-    زيادة إنتاجية المساحة المزروعة، إذ يقوم مبدأ عمل الري بالتنقيط على الاحتفاظ بالرطوبة في المنطقة المحيطة بجذور النباتات، الأمر الذي يعزز من نموها ويحسنه.

5-    الحدّ من نمو الحشائش الضارة وغير المرغوب فيها؛ وذلك لأن الري بالتنقيط يعتمد على ري مناطق محددة من التربة فقط، وعدم تبليل كامل سطح التربة، الأمر الذي سيقلل من فرص نمو هذه الحشائش.

6-    حماية التربة من الانجراف أو التآكل مقارنةً مع غيرها من الطرق التقليدية.

7-    الحدّ من انتشار الأمراض الفطرية التي قد تصيب النباتات.

8-    يُعد الري بالتنقيط من الأنظمة سهلة التركيب والتي لا تحتاج إلى حفر أساسات لها، إنما العمل فقط على مدّ الأنابيب في المناطق المستهدفة، كما يمتاز هذا النظام بإمكانية وسهولة نقله من مكانٍ إلى آخر.

9-    التقليل قدر الإمكان من فقدان الأسمدة والمغذيات التي يتم إضافتها للتربة.

10-                 إمكانية استخدام هذا النظام لري الحقول والتربة غير المنتظمة، ودون الحاجة إلى تسويتها. إمكانية استخدام المياه العادمة والمعاد تدويرها لري النباتات.

11-                 تنظيم استخدام المياه وتوزيعها حسب الرغبة، وذلك من خلال التحكم في كميات المياه التي تخرج. من كل منقط مما جعل كفاءة هذا النظام تتراوح بين 85 – 90%.

رابعاً/ نظام الري بالتنقيط تحت السطحي:

      يُعد نظام الري بالتنقيط تحت السطحي من الطرائق الاقتصادية في المناطق القاحلة إذ يتميز بكفاءة عالية في استعمال مياه الري، وفيها يضاف الماء مباشرة إلى منطقة انتشار الجذور، وهذا يساعد الجذور على الانتشار في مساحة أكبر، وكذلك يتميز هذا النظام بانعدام تبخر المياه من سطح التربة، وانعدام التخلل العميق خارج حدود المنطقة الجذرية وقد بيَّنت بعض الدراسات إنَّ هذا النظام يوفر نسبة 25-50% من المياه المستعملة في الري االسيحي، ويحقق أعلى كفاءة استعمال ماء مقارنة مع الري السطحي ويزيد من غلة المحاصيل.

إنَّ هناك بعض المميزات للري بالتنقيط تحت السطحي، منها:

1-  أنه يخفض معدلات فقد المياه بالتبخر.

2-  مناسب للترب العميقة والمتناسقة.

3-  يقلل من عمليات تحطم بناء التربة وبذلك يقلل من تدهور خصائصها الفيزيائية.

4-  يقلل من انتشار بذور الأدغال مما يخفض من كلفة مكافحتها.

5-  استجابة النباتات للري تحت السطحي جيدة بصورة عامة.

6-  تعمل بضغوط تشغيل منخفضة مما يوفر في طاقة التشغيل بالنسبة لمساحة المنظومة.

7-  يعد من افضل أنظمة الري الملائمة للزراعة الحافظة كونة يقوم بترطيب التربة بمختلف الاتجاهات من مصدر التنقيط (المنقط’ قارورة, جرَة فخارية).

8-  عدم ترسب الاملاح عند فواهات المنقط وانسدادها كون المنقط دفون تحت سطح التربة مما يمنع تبخر الماء من فتحة المنقط.

خامساً/

مما تقدم في أعلاه تبين ان نظامي الري بالتنقيط السطحي الثبت وتحت السطحي يقدم جملة من التسهيلات الفنية والإدارية والاقتصادية في إدارة أنظمة الري الحديثة لاسيما في المناطق شبة جافة، ان هذه الارجحيَة ومرونة الاستخدام جعلت هذه الانظمة تلاقي اهتماماً كبيراً من قبل الباحثين للعمل الجاد على تنميتهما وتطويرهما واستخدامهما في ري المحاصيل الاستراتيجية فضلا عن النتائج العالية التي تقدمها هذه الأنظمة فيما يخص ترشيد استخدام المياه وخصائص التربة من جهة وصفات النمو والانتاج كمأ ونوعا من جهة أخرى.

#جامعة_الأنبار

#university_of_anbar

#مركز_تنمية_حوض_اعالي_الفرات

#Upper_Euphrates_Basin_Developing_Center

 تعليقات الفيسبوك

 المزيد من الاخبار

 التغيرات المناخية وانعكاسها على النشاط الزراعي

 جودة التربة (Soil Quality)

 مواد الإلكترونيات الضوئية

 دور نظم المعلومات الجغرافية في مراقبة الاهوار في جنوب العراق (الاهوار العراقية ما بين الخسارة والضرر)

 الضروريات الخمس في الإسلام وأثرها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

 الزراعة الرقمية تقود مستقبل الإنتاج الغذائي في العالم

 تطبيقات تكنولوجيا النانو في مجال تنقية المياه

 التذبذب المناخي وأثره على الأمن الغذائي في محافظة الانبار

التصويت

ماهو رائيك بمستوى التصميم والخدمات التي يقدمها موقع جامعتنا؟

 ضعيف
 جيد
 جيد جدا

مجموع التصويتات 227

الاساتذة والاداريين


المركز
اللقب
الاسم


خريجي الكلية

المركز
الشهادة
السنة
النوع
الجنس
الاسم

طلبة الكلية

المركز
المرحلة
الشهادة
النوع
الجنس
الاسم