| تفاصيل الخبر |
حوض أعالي الفرات الواقع الجغرافي والامكانات التنموية
2022-04-23
الأستاذ الدكتور كمال صالح كزكوز العاني
عضو مجلس إدارة مركز تنمية حوض أعالي الفرات وتدريسي في كلية الآداب/ جامعة الانبار
يتمثل حـوض أعالي الفرات في الجزء الغربـي من العراق والذي يشكل حوالي 18% مساحـة العراق و 56% من مساحة محافظة الأنبار حيث تصل مساحة الحوض حوالي 76975 كم ويعد المنفذ الرئيس للعراق من جهة الغرب مع الجمهورية العربية السورية والمملكة الأردنية فضال عن حدوده مع المملكة العربية السعودية، ومن الشمال محافظة نينوى والشرق محافظتا صلاح الدين وبغداد وجنوباً منطقـة النخيب، أما ارتفاعه عن سطح البحـر فانه يتراوح ما بـين 1000 - 100 متر، ويتكون سـطح الحـوض ضمن البادية الشمالية والجزيرة من أراضي متموجة تظهر فيها بعض التلال فضلاً عن أعلى ارتفاع في جبـل عنزة على الحــدود الأردنية السعودية العراقية ويصل الى 915 متر فوق مستوى سطح البحر. وتنتشر في حـوض أعالي الفرات مجموعة من الوديان التي تجري فيهـا المياه عند موسم سقوط الأمطار وتصرف مياهها نحـو نهر الفرات والتي تعد جزءاً مهماً ضمن هذه المنطقـة باعتبـارها مصدراً مغنياً لنهر الفرات ومن هذه الوديان (عكاشــات، المانعي، صواب، الولج، جباب، الكصر، الفحيمي، الاخضر، حجلان، زغدان، بنات الحسن، حوران، المرج، المحمدي) وتصرف جميع هذه الوديان في نهر الفرات فضلاً عن وجود عدد من الوديان التـي تنصرف مياهها داخلياً والتي تشكل مناطقـها ترب صالحـــة للزراعة، ووجود مناطق للمياه الجوفية متبــاينة من حيث الكمية والتوزيع الجغرافي للآبار الأمر الذي شـجع الدولة الى إنشـاء أهم مشـروع في هذه المنطقـة تمثل بمشروع الواحـات الصحراوية عام 1973 والتي تم بـيع معظمها وفق القانون رقـم 32 لسنة 1986 الخاص ببيع وتأجير أموال الدولة وقـامت الدولة مرة ثانية بإنشـاء واحـات صحراوية على امتداد طريق المرور السريع من طريبيل الى الرمادي ونفذ منها 10 واحـات من مجموع 65 واحـة وفي عام 2001 انشأت واحـات على طريق هيت - حديثة القـائم والتي يعاني معظمها الإهمال ووجود عدد مـن الـعيـون منها عين الأسد والأرنب وجارورة وزازو.
أما مناخ الإقليم فانه صحـراوي جاف يمتاز بقـلة سقـوط الأمطار التي لا تتجاوز معادلتها عن 120 ملم سـنويا باستثناء بـعض السـنوات المطيرة وهذا انعكس على قلة النبـات الطبيعي وان وجد فانه يعد مراعي طبيعية لتربية الثروة الحــــــيوانية وبشــكل خاص الأغنام والماعز والجمال وبشـكـل محـــدود، ومن أنواع هذه النبــاتـات الحـولية والمعمرة والتي يتجاوز انواعها 400 نوعاً ومنها: (الشـيح والقيصوم والشـوك والعاقول والرمث وبعض الشجيرات المعمرة اضافة الى النبـاتـات ذات الاستخدام الطبيعي).
ويمتلك حـوض اعالي الفرات ثروات معدنية متنوعة منها الفوسفات ورمل الزجاج وحجر الكلس والحديد وصخور جبسيه إضافة إلى الاكتشافات النفطية والغاز الطبيعي وخاصة منطقـة عكاز والتي تعد معظم الموارد مواد اولية لصناعات متنوعة اضافة إلى انـواع أخرى من المعادن التي تجعل من هذه المنطقـة ذات نشـاط اقـتصادي متميز عند استخدامها بشكل جيد.
ومن الناحية الإدارية فان حـوض اعالي الفرات يتألف من ستة اقضية حـي هيت وحديثة وعنه وراوه والقـائم فضلاً عن قـضاء الرطبـة الذي يحــتل المركز الأول من حـيث المساحة البالغة حوالي 45360 كم ويشكل ما نسبته 59% من مساحـة الحـوض وبـلغ عدد السـكان حسـب تقــــديرات وزارة التخطيط (415912) نسمة ويشكل 28% من سـكـان محافظة الأنبار البالغ 1418598 نسمة لعام 2007 ويشـكل سـكان الحـضر 63% بـينما سـكان الريف فإنهم يشكلون 37% إذ بـلغ عددهم 1547014 نسمة وبنسبة 21,5 %من سكان ريف محافظة الأنبار حيث ينتشر سكان ريف حـــــــــــوض أعالي الفرات على امتداد نهر الفرات وبمستقـرات ريفية بـلغت حـوالي 149 مستقـرة ريفية منها 20 مستقـرة تقـع خارج نهر الفرات. أما توجهات مستقبـل حـوض اعالي الفرات من خلال الإمكانات التنموية فهي كالاتي:
1- امكانية تنمية مجرى نهر الفرات والسـهل الفيضي من خلال استخدام امثل للأراضي الزراعية والمحافظة عليها من التجاوزات العمرانية بكافة اشكالها باعتبـارها المورد الطبيعي المهم لتوفير الغذاء والحـد من استيراد المحاصيل الزراعية من الخارج.
2- الاستفادة من مياه الأمطار في سقوطها عن طريق بناء السدود والخزانات للاستفادة منها للاستعمالات البشـرية على اختلاف انواعها ومنها الاستعمال الزراعي بـنوعيه النبــاتي والحيواني فضال عن استثمار هذه السـدود من الناحية السياحية.
3- امكانية تنمية المنطقـة عن طريق استثمار الطاقـات البـديلة والمتجددة المتمثلة بالطاقـة الشمســـــــــية والرياح لغرض انتاج الطاقـة الكهربائية واستغلالها لتشغيل المشـاريع التي تعتمد عليها.
4- امكانية تنمية الثروة السمكية وخاصة في بحيرة سد حديثة واستخدام الأساليب العلمية في زيـادة انواعهـا اضافـة الـى منـع الصيـد غيـر القـانوني كاستخدام المتفجرات والكهربـاء والسموم.
5- امكانية تنمية المنطقة من خلال استثمار أمثل للمياه الجوفية الموجودة في المنطق واستغلالها للاستثمار الزراعي او انشاء واحات صحراوية جديدة وبأسلوب علمي لاستخدام هذه المياه عن طريق الري بالرش أو التنقيط.
6- امكانية تنمية حوض اعالي الفرات سياحياً من خلال استثمار شواطئ نهر الفرات وبحيرة السد وكذلك الجزر النهرية ابتداءً من القائم إلى هيت إضافة إلى السياحـة الصحراوية وكذلك العيون الموجودة وبشكل خاص في ناحـيـة كبيسة فضلاً عن استغلال المناطق الأثرية.
7- امكانية انشاء محميات طبيعية للمحـافظة على الحياة البـرية سـواءً كنت حـيوانية او نبـاتية لكي تكون مناطق سياحية في المناطق الصحراوية.
8- امكانية تنمية المنطقة عن طريق استغلال الثروات المعدنية الموجودة والمتنوعة وبشكل خاص النفط والغاز الطبيعي ضمن منطقة عكاز إضافة إلى تطوير استثمار الموجود من المعادن واستغلاله بشكل امثل.
9- امكانية تنمية حـوض أعالي الفرات إدارياً باعتباره اقليماً ادارياً خاصاً واصدار امراً حكومياً لكي يكون على مستوى محافظة من خلال امكانيته الطبيعية والبشرية.
10- امكانية تنمية الحوض تربـوياً وعلمياً من حيث انشاء جامعة تحمل نفس الاسم )جامعة أعالي الفرات) فضلاً عن انشــاء معهد متخصص مع الإمكانيات الموجودة في الحوض والتي تم ذكرها سابقا.
